تتسائل سيدي لم لا أواجه الاختبار؟...
لم اسكت على ما يحدث؟...
لم لا اشكو او اتمرد او احسن الاختيار؟...
أجيبك بأنه قدري...
قدري و قدرك...
لعنة الحب ان لا اختيار...
قدرنا ان نبدو كالحمقى في الحب...
قدرنا ان نتلعثم بالحب...
ان ترطمنا امواجه على ابعد الشطآن...
لا يعرف لرمالها طريق,,,
لا يُسْمع عنها وجود...
تنمحي عنها اي آثار تركتها أقدامك...
فلا يُعْرًف لها رجوع...
قدرنا ان نتعثر انا و انت بالحب...
نتوجع به...
نتداوى به...
يترائى لنا في كل حجرة منكسرة...
في كل زاوية مندثرة من قلبنا...
نتعذب بحلاوته...
فنتخبط في جنون...
اين الاختيار؟!...
فلو كان الامر بيدنا يا سيدي ما ذقنا لا مُرّه و لا حلاوته...
و  ما كلفنا نفسنا عناء الانتظار...
ففي الشوق الذي يأكل قلبنا
في العشق الذي يعصف بكياننا
لعنة الانتظار...
تسألني ما هو الحب ؟!...
فلتخسف بنا الارض ان عرفنا له حل او جواب !!
الحب خديعة ...
الحب حرب...
الحب مكر يوهمك بأنك انت المتمكن الوحيد
بيدك الدخول او بيدك الخروج او بيدك حتى حق الاختيار
ما هو الحب ؟!!
 الحب معركة...
تجر قدميك ... تعطيك وهم الانتصار...
ثم يصدمك في واقعك...
انه لم يكن لك من البدء حق الاختيار
أفهمت الان يا سيدي
لما لا اتحدث بالحب ؟
لا أبكي في الحب؟
لم لا أشكي ؟ لا ألوذ بالأمل ؟... لا أنهار ؟!!
الحب معضلة تفوق إدراك آدمي مثلي او مثلك...
فنحن أقل من ان ندرك لعبة الأقدار
سَلِّمْ نَفسَك...
استسلم ...
تقبل ما وقع على عاتقك
تقبل ان الأمر لم يكن بيدي او بيدك !!
تقبله و امض بلا سؤال
فلا عزاء في الحب...
لا رثاء في الحب...
لا انتصار...
سيُقّدَر دوما لنا ان يسقط شموخنا امام الحب...
تسقط أقنعتنا المُحَلَّاة
تسقط كل كياستنا و رموز كبرياءنا...
بلا مقاومة، بلا دفاعات...
بلا أعذار !!

9 يناير، 2012