الجمعة، 3 يونيو 2011

دنيا بلا كبار ... أبداً أبداً

مرسلة بواسطة TheSecretLifeOfNehal في 7:20 م 2 التعليقات

اجبرني العالم ان اكبر مبكرا جداً ... أجبرني أن أتخلّى عن طفولتي لأرقب دائما أختي و هي تلهو بعين الأم و قلب المربوطة بقدر وليدها . و بالرغم من نضوجي من حيث تحملي لمسؤلية اسرتي إلا انني كنت اقاوم دائما التيار و انا اتشبث بمنظوري الوردي للحياة دوماً.

لم يكن بمقدوري ان افهم ابدا ساعتها و انا طفلة لم كان يصعب عليّ دوماّ إنشاء الصداقات، فلطالما كنت وحيدة... فلم املك سوى اختي و امي !! .. لم اكن افهم اني مختلفة !!.. لم افهم لما كانت لهجتي غريبة عن باقي الأطفال، لم كانوا يتجنبوني ؟.. لم كانت السخرية ملازمة لي في تلك الفترة؟! فبالرغم من نضوجي ساعتها الا اني لم اعلم كيف هي المعاملات البدائية في المجتمع.. لم تكن ابدا لدي الجرأة لأتقدم في محاولة التعرف على طفلة اخرى... كنت انظر دائما في ركن بعيد ، منتظرة ان تلمحني احداهن كما يفعل الباقون فتقترب مني و اهديها جزء من الشوكولا خاصتي و تسألني " تبقي صاحبتي ؟؟..."

أيامي نسيتها... لا اتذكر الكثير عن طفولتي غير اني كنت اتطاير في لهو متجاهلة غيري في معظم الأوقات، و في الوقت الباقي كنت كثيرا ما أرسم مع أختي و اعلمها كيف ترسم الإبتسامة على وجهٍ بائس كما كنت ارسمها على محياها .ربما مر الكثير من الوقت منذ تلك الفترة، كنت اجبر نفسي ان اكون قوية لأساعد امي في تنشئة اخوتي و نحن في الغربة. كنت اظنني افهم ما يفهمه الكبار ، هذا لأني لم اكن افهم الصغار !!... انا لم اكن اعلم اني حينما تجاهلت طفولتي و مراهقتي فأنا إنما كنت اتجاهل جزءا كبيرا مما تحمله الحياة.

لفترة كبيرة كنت احمد ربي على مصطلح النضوج !! بعيدا عن طفولتي المربكة كانت تكوين الصداقات في فترة مراهقتي اكثر سهولة - او هكذا ظننت- !! لم يكن هناك اهتمام زائد بلهجة او بشكل او بجنسية - او هذا ما كان واضحاً- .. انا لم اكن اعلم انه مع النضوج تتطور الصداقة، و تطور المعطيات ، فلا يكون اي شيء واضحا ً !! قد تظل هناك دائما نفس الفوارق و لكن ما يختلف عن الطفولة انه لا وضوح !! كل شيء مبهم ، قد تقول احداهن انها صديقتك و لكن سرعان ما ينتهي المرح فهي تنقلب عليك !!... انا لم افهم هذا المعنى ، ان يقول احدهم ما لا يشعر به ، او ان يدّعي صداقتك و حين تكون في مأزق ... يتركك !! كانت الصداقة في معجمي هي مجرد اللهو سويا، لم اكن اعلم ان الصداقة الحقيقية هي التي تمر بالمشكلات و لا ترضخ و انها ليست مجرد كلمات مبنية على تمضية الاوقات المرحة فقط !!

ايامي لا تنسى، تبقي تعلمني ... كيف نسيت في لحظة نظرتي الوردية حينما تركت الغربة ... كنت ساذجة !! كنت اظن ان اللهجة هي ما يفرقني عن الجميع و اني سأجد مكاني في الوطن ... كنت مخطئة !!... انا لم افهم لم كان العالم يقسو عليّ ... ربما لأن الطفلة التي كنت اظنني تعدّيت مراحل حياتي دون ان أمّر عليْهَا لم تختفي كا ظننت ، إنما باتت في ركن من قلبي تطاردني ... تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر مرة اخرى... و لكنها و ياللعجب، كانت دوما ما تخشى الظهور .

أنا إنما شعرت بالأمان، شعرت و لأول مرة بالصداقة الحقيقية ... شعرت بالصدق - و لكني الآن تائهة- غير متأكدة. الطفلة المتمردة التي بداخلي أحبت .. و بصدق. بعد ان كانت قد تخلت عن كل شيء رجعت و بسكينة دون ان تلحظها عيناي... بدات تظهر ملامحها على محياي شيئا فشيئاً... الكرتونية ، التلقائية ... الوفاء !! كلها باتت تزحف بداخل نفسي و تدفع بعيداً المادية و الواقعية و حب البقاء !!... الطفلة في نفسي لم تعد تملك دموعها عن من تحب ، صارت تلقي بطبيعتها في وجه الدنيا ، تقول ما تشاء وقتما تشاء !! تفعل ما يمليه عليها قلبها و تميت في اوقات عقلها الذي كان يصرخ بها : هذا عيب !! هذا لا يصلح !! هذا سيجعلهم يظنون بك الظنون !!" كانت تخرس كل تلك الأصوات المسيطرة ، التي تميت عفويتها و تفعل ما تريد ... لأنها رجعت تلعن المجتمع و الظروف التي اجبرتها ان تكبر دونما ان تنضج !!

رجعت لتلعب، لتمرح ... لتحيا و تتعلم كيف تقول لا و تفعل ما تريد.. و بعدما عادت اليها نظرتها الوردية مكتمله ... اعطته اياها.. سلّمضت قلبها أمانة لديه دون ان يعرف، فالزمن و الكِبر لم يعلماها ابدا كيف تعترف بالحب !! وجدت نفسها بعد ان انهكها اللعب في حيرة من امرها ... فهي لم تعرف كيف تملك ان تُحَب ؟!...

ماذا عليها ان تفعل ؟! كم كانت تتمنى لو رجعوا ساعتها اطفال، ربما حينها كانت ستسجمع جرأتها و تعطيه يشاركها علبة الوانها الزاهية و تساله في براءة "أتحبني كما أحبك ؟" و كان بالتأكيد بكل عفوية طفل يرى الخير في عيون طفل آخر سيبتسم و يحتضنها في حُلُم، و يكونوا معا الى الأبد .

كانت دنيا الكِبار اصعب منها ، لم تكن تعلم هي ان لهوها هذا لن يُترك بدون عقاب في عالم الكبار !!... لم تكن تعلم انها ستخسر صديقتها ... ان عالم الكبار سيأتي ليلفظها خارجه لأنها تهاونت و سخرت من قوانينه و عادته و رفضت ان تتوائم معه و قررت ان تبقى على اختلافها ، قلبا طاهرا لا يعرف ان يخفي ما بداخله و يرتدي أقنعه توهم جميع من حولها بما ليس فيها . فجأة ، توقف من حولها عن فهمها !! فقط ذات يوم أداروا لها ظهورهم الواحد تلو الآخر ، فقد ظنوا - و ياللسخرية- انها لا تعرف كيف تتحمل مسؤلية اقوالها ، فقط لأنها لا ترتدي قناعا مثلهم !! و كما بدأت اقنعهم بالظهور الواحد تلو الآخر كذلك بدات دفاعاتها بالظهور الواحد تلو الآخر . و هي تتألم !! تنادي في وهن "كــفـــى !! .. فأنا لا استطيع ان أحيا خلف الحوائط هكذا ... أخرجوني فإنّي أختنق ها هنا !! " ... و لكن لِحَظِّهَا ، لم يسمعها أحد ، فقد كان ندائها متأخرا جدا ، و دفعة واحدة خرجت أقنعتها كلها الى النور ... و تعلمت معنى ان تقتل نفسها ألف مرة و لا ان يدعس احدهم على كبريائها !!

هي لم تكن تعلم كيف يحيا هذا العالم كله كِبار؟ كيف يمضون ايامهم و هم يحملون في قلوبهم غير ما تنطق به السنتهم؟.. كيف يعيشون على ما يصلح للمجتمع و ما لا يصلح و لا يُحَكّمون قلوبهم ؟!..كم وددت حينما أجبرتني الدنيا على ان افارقكم لو اكون جزءا من قصة طفولتي المفضة -بيتر بان- لكنت طرت الى غرفة كلا منكم في المساء و رششتكم بتراب الجنيات و طرنا سوية الى بلاد أبداً أبداً حيث كان سيكون الوضع أسهل بكثير.. كنت صرخت بالعالم من نافذتي "دعوكم منـــــــي .. أنـــــا أرفــــض أن أتوائـــــــــــــــــم مع عاداتكم الناضجة السخيفة، أنــــــا أختــــــار ان ابرز عنكم ... أختار أن ابقى صغيرة "

أنـــــا أختـــــــار ان لا أفـــــكر ألـــــــف مرة فيما ســـأقوله، فيما ان كان سيفهمني خطأ، او ان كان ما بقلبي سيضعف موقفي، سيجعلني ابدوا سخيفة، او ان كان حبي لشخص سيجعلني ضعيفة او ان كان شوقي لصديقة سيجعلني ابدوا مثيرة للفقة ...أنـــــــا أخــــتــــــار أن أرفض ان ألــــعب بــــقوانـــينكم ... أختـــــــار ان أهــــــديك أجمل ألعـــــابي و أدعوك "هلّا كنت صديقي..." و نحرق أقـــنعتنا المريــــــرة، و لا أخشــــى ان اٌقـــــول اني أحتـــــــاج الى دفء حضنك... إلى مكـــــان أنتمي إليه بعيدا عن إختلافي عن الآخرين...لعلّ قبلتك على جبيني ساعتها تكون أصدق من كلمة مغطاة بألف معنى و نحن كبار؟.. لعلك تمسك بيدي دوما و تخبرني بأن لا أخشى شيئا فسنبقى دوما صِغاراَ في دنيا بلا كِبَار يؤرقون احلامنا ... أبداً أبداً...







 

Qosasat men 7iaty Copyright © 2010 Designed by Ipietoon Blogger Template Sponsored by Online Shop Vector by Artshare