السبت، 8 مايو 2010

عدسة اخرى

مرسلة بواسطة TheSecretLifeOfNehal في 9:21 م 0 التعليقات

اضربي بيدك على الاوتار ..
و اخرجي انقى الالحان ..
اجعلي منها ابتهال الاعمى لربه ان يرى الالوان ..
اجعلي منها اللحظات ، و انت شئت فاجعل الساعات ..
ارسمي شوق الجمال للبصير..
شوق النقاوة للخبير..
و اعزفي للدنيا اجمل غنوة ..
و ابتهلي..
لعل ان يجعل الله في انملك راحة البال ..
غنّي ..
عسى ان يكون في غنائك بصر الضرير ..
و انصات من منعت عنهم الكلمات ..
و اعلمي انه سرعان ما ان تلمس اطرافك تلك الاوتار اول مرة ..
فقد غيرت منظورك للحياة ..
فانت الان ترين الالوان ببهجة من استرد بصره
و تسمعين دقات قلبك بشوق من يسمعها اول مرة .. بشوق الاصم الذي استرد سمعه .. كيف كان يتخيلها تنبض في صدره و كيف هو الان حقا ، يسمعها !
و تمشين في وسط الزحام ليس ككل مرة ..
فأنت الان الميزة و" السبب "
انت الان اكثر من تلك الروح الهائمة على وجهها تسأل عن الهدف ؟..
انت الان ..
بمجرد لمسة ،
في دنيا ليس كل من ينبض قلبه قد أنعم عليه الله بأن يراها من عينيك..
انت الان تنظرين الى العالم الشاسع من خلال عدسة اخرى لم تملكيها من قبل
انت الان تنظرين ..
تسمعين ..
تحلمين ..
و تشعرين من خلال عدسة الفن

in memory of thE KiSS that wE NevER hAd

مرسلة بواسطة TheSecretLifeOfNehal في 9:07 م 2 التعليقات

كانت اكيدة دوما بشأن اشياء في نظرها هي بسيطة جدا
و لكن في نظر العالم هي اكبر ما يكون
لم تكن تدري انها و لساذجتها فقط كانت اكيدة من تلك الاشياء التي يجد العالم كله صعوبة في الايمان بها
لم تدري ان سذاجتها تلك كانت الخيط الرفيع الذي يحميها من التساؤلات و الافكار المتعمقة التي تطيح ببنيان المجتمعات من حولها
و لهذا ،، كانت تكره سذاجتها !!
السذاجة هي الغباء الاجتماعي ، او على الاقل هكذا ظنت ! فهي لم تكن تدري ان السذاجة هي فقط ان تؤمن بشيء يكاد يكون لها واضحا رأي العين دونما ان تراه !

نعم ، كانت اكيدة من اشياء في ناظرها هي بسيطة. كما كانت اكيدة دوما من انها مقتنعة بالحجاب لأنه الامر الصواب. و ان اي شيء خلافه هو خطأ فادح .. كما كانت اكيدة من انها له هو فقط و ليست لغيره ابدا و انه و ان ذهب فسيتأرجح العالم من تحت قدميها و تضيع في دوامة ابدية فارغة من المشاعر المحطمة. كانت اكيدة تماما كما هي اكيدة الان بأن حلواها المفضلة هي الشوكولا و انها تعشق بسمتها حينما تظهر اسنانها المتفرقة كما الارنب فتشعر بأنها لا تزال تملك روحها الطفولية المرحة,, كما هي اكيدة الان ان اول قبلة منه هي ختم بالسعادة الابدية في علاقة يشهد عليها الله و رسوله و الخلق اجمعين !!

* * * * *

كانت حائرة !!.. و لأول مرة تشعر بأن الحيرة داء يعصف بمخها الصغير. لم تكن تتعب تفكيرها فيما سبق في شيء غير المعادلات الرياضية و تذكر مدارس الادب المستحدثة و المسائل الكيميائية المعقدة من اجل امتحاناتها الثانوية . بالنسبة لها .. كل تلك الافكار الغير مترابطة عن الحب و الحياة و السياسة و العلاقات العامة كانت شيء بديهي جدا !!.. لم تكن تدري لم يجد غيرها كل تلك الصعوبات في فهم هذه الحقائق !!.. ربما لأنها تناولت كل افكارها عن الحياة بالملعقة من والديها .. حبيسة المنزل.. عديمة الخبرة،، قليلة الاصدقاء!! ربما لهذا فقط فقد ظنت انها خبيرة بالحياة .. تلك التي لم تطرق ابوابها الا بعد دخولها الجامعه.. ربما لهذا فقط لم تكن تدري لم كان اهلها في غاية القلق عليها لدخولها الجامعة.. لأن كل ما تعلمه عن الحياة ما كان سوى بضع وريقات يابسات من شجرة الدنيا العتيقة !
عندما قررت ان تذهب الى السينما مع مجموعة اصدقاء تعرفتهم في الجامعة دون ان تخبر اهلها ، بررت موقفها بأنها لم تخطيء في شيء و انها في مجموعة لذا لم يحدث شيء. و حين كان يستفرد بها مرة بعد مرة في مقهى حلو الانغام كانت تحادثه مستمتعة جاهلة ان ما تفعله هو خطوة اخرى الى الهاوية التي ستطيح بقلبها الى الابد !!
كان كل ما تتمناه هو العثور على الاصدقاء.. الحب لم يكن ابدا على قائمة امانيها. و كان بالنسبة لها شيء كبير.. كان بالنسبة لها الاخ الذي سيكون دوما بجوارها مهما كان .. الان حينما تتذكر هذا تلعن "سذاجتها" التي كان الجميع بيحسدونها عليها .. الان عندما تتذكر ان الامر بالنسبة له لم يكن كما كان بالنسبة لعقلها الساذج الصغير .. تتساءل في وهن .. ماذا بعد؟ هل يمكن لقلبها ان يتحمل كل ما تحمله لها الدنيا فيما بعد .. فهي الان قد فهمت انها ليست سوى في بداية الطريق!!

جلست في هدوء بجوار اصدقاءها على الطاولة الدائرة في المقهى الذي تفضله. كان قلبها دوما بعكس مظهرها الهاديء يضج بالفرحة لأنها ظنت انها عثرت على الاصدقاء الذين سيبقون معها الى الابد.. و لكنها فقط لم اتكن تدري كيف تظهر هذا كله .. كان الجميع يعلم انه ترك حبيبته منذ فترة وجيزة.. و كان الجميع يعلم كم كانت هي مرتبطة به برباط وثيق .. و لكن لم تكن هي بالذات تدري مدى قوة هذا الوثاق الا بعد ان فات الاوان .. بكثير !!
ادار الزجاجة ! جاءت عليها .. سألها .. "هل هناك احد في حياتك الان؟"
صدمت من السؤال "ماذا تعني؟" اجابتها في هدوء و عيناها قد اتسعتا من التعجب
"اعني هل هناك احد في قلبك الان؟" سألها محاولا اضفاء المرح على لهجته التي كانوا كلهم عداها يعرفون مدى جديته.
نظرت في عينيه و هي تجاوبه بتحد واضح.. "لا .. لا احد"
رفع احد حاجبيه مستنكرا "لا احد؟.. هل انت متأكدة"
"نعم,.."قالتها بنفس التأكد .." لا أحد"
"و لا حتى مجرد بداية احد؟.."
كانت تعلم انه يقصد نفسه بهذا الحديث اجابته "لا .. لا احد " !!

* * * * *
الان و هي تواجه هذا الموقف الان لأول مرة تتساءل في نفسها لم وافقته ان تأتي!! الان و يدها تتصب عرقا من التوتر تتساءل لماذا كل خلية في جسدها ترتجف لأنه ممسك بيدها .. و لماذا جميع من حولها في السينما يضحكون على المشهد التالي و هي لا تشعر سوى بنبضها يتسارع ويتسارع و كأنها كانت تجري صعودا الخمس طوابق لتلحق البداية مع انها اكيدة تماما انها استقلت المصعد !!

لا تدري لماذا الان فقط تذكرت كيف لفت الزجاجة مرة اخرى لتأتي عليه و عليها و هي تسأله نفس السؤال و يجيبها في تحد "لا احد.."
سألته في تحد "متأكد؟.."
نظر اليها و كأنه لا احد سواها امامه و قال بعد ثوان من الهدوء .. "لا.. لا احد"
"و لا حتى مجرد بداية احد؟"
و كلاهما يعلم انها المقصودة بهذا .. اجابها " لا .. لا احد !!"

* * * *

تعجب كيف تمر الايام سريعا.. و كأنها تتسابق ايهم ينتهي اولا ! هل كان كل شيء حقيقة؟ المقهى الهاديء.. كوب القهوة كل صباح على الانغام الفيروزية التي تطيح بكل ما فيها و تتركها امام نظراته صريعة لا تجد في نفسها سوى الابتسام لكلماته و هي لا تتذكر عن اي شيء يتحدث !!
كانت اكيدة تماما ساعتها انها تعشق شراب الشوكولا الساخن على رائحة قهوته الغامقة المفعمة بدخان السجائر.. و يحوم الدخان حولها و يتركها تعاني سكرات نظراته .. كانت اكيدة انه ان تغير كل شيء.. فهو الشيء الوحيد الثابت في حياتها .. و لكن هذا ما كانت تتعلمه و هي لا تدري. اول دروس الحياة .. "لا شيء ابدا مؤكد.. و حتى هذه النصيحة ذاتها غير مؤكدة !!!"

كان يحادثها ما بين لهجته الجادة و الساخرة و صوت فيروز الفعم بالشغف يتخلل كلماته .
"اتصاحبينني لاسبوع" قالها في مرح
اتسعت عيناها في تعجب.."
"و ماذا نكون الان؟.."
"اصدقاء.. "
"لا افهمك !.. انا لا اقتنع بالمواعدة " كانت لهجتها جادة جدا و لجته مرحة جدا مما صعب عليها ان تفهم ان كان جادا ام فقط يمرح كما المعتاد !
"كنت اظن ان الصديق وقت الضيق.."
"و هذا يعني ؟؟."
"انت متفرغة و انا صديقك و اعاني من فراغ عاطفي شديد.. ما المانع؟.. انه مجرد اسبوع ؟؟"
كلماته لم تكن الرومانسية التي انتظرتها و لا الحالمة الواعدة التي توقعتها و لكن ما الذي يدور بخلده.. لم تفهمه.. كانت اكيدة ذات يوم انها لن تواعد احدا ابدا .. فطريقة التفكير تلك بالنسبة لها كانت سطحية و غير آمنة.. كانت تظن انها لن توافق على الخروج مع صديق .. و خاصة ان امسك بيدها !..و الاهم من ذلك كانت اكيدة تماما انها لا تحب صوت فيروز المفعم بالأمل الكاذب و لا تحبه هو !!

و لكن ما هو الشيء الأكيد في هذه الحياة حقا ؟؟

* * * *
يدها باردة جدا.. و متعرقة جدا !!. و كأن حياتها تتسرب من جسدها من اطراف اناملها . كلما تذكرته اقشعر بدنها !! تكره ذكراه .. و ترغم نفسها على تذكره لتعلم فقط ان كان حقيقة !!
كل شيء كان اكيدا فيما مضى في حياتها صار ذا طعم اخر.. مملوءا بالشك.. يقتات على اليقين الذي كان منغرسا فيها . حتى اصدقاءها الذين كانوا حولها ما كانوا حقا اصدقاءها .. و الوثاق الذي ربط بهم ذات يوم .. انقطع !!
بعد ان انتهى اول حب.. ذلك الذي كانت ذات امد متأكدة من انه سيكون اخر حب . صارت كل ايامها يملؤها الشك فيما ان كانت حياتها من اختيارها هي .. ام مجرد نتاج تربيتها المنغلقة !!

بسببه هو صارت تشكك في كل شيء. هل ان نشأت على حال اخر كانت ستختار الحجاب؟.. هل كانت لتختار مجالها في الكلية؟.. هل كانت لتفعل هذا او تكره ذاك؟.. كل ما تدركه الان انها تكره الشوكولا و تحب رائحة السجائر التي كانت تمقتها بشدة.. صارت تتعاطف مع المنبوذين من المجتمع لأنها اقتنعت انها واحدة منهم ! صار لا تؤمن بالحب و اول قبلة لها كانت تحت شجرة شعرت فيها بالأمان !!


* * * *

مع رحيل ذكرى خاصة يأتي دوما من يملأ مكانها بذكريات اخرى .. فالشيء الوحيد الذي كانت اكيدة منه بعد مرور سنوات كثيرة في الجامعه ان "الطاقة لا تنشأ او تستحدث من العدم و انما تتحول من شكل الى اخر" و هكذا كانت حياتها.. فكل مشاعر الحب التي كانت تعصف بكيانها لم تتحول الى شيء اخر .. لم تتحول الى غضب و صراخ او بكاء على الاطلال.. لا تذكر اخر مرة بكت فيها ؟ تلك الطفلة النواحة كثيرة البكاء انتهت ! و تحولت الى شيء اخر .. صلب، جلد و قاس !
القلب الصغير الممزق لم يفنى .. لم يجلس في ركن وحيد و يترك نفسه للحنين .. بل اتى بإبرة و خيط و صمغ و صار يجمع الاشلاء المتناثرة هنا و هناك و كلما مرت الايام كلما عثر على تلك الشظايا الصغيرة التي لم يستطع الصاقها و لا خياطتها و تركها في علبة صغيرة ليتذكر ما هو ذلك الشيء الذي حكم عليه ان يهجر روحه السابقة ؟

* * * *

دخل شخص اخر حياتها .. و لكن على غرار كل ما عرفت كان هذا الاخير تملأه الحياه.. و بث فيها هي حب الحياة.. صارت تتساءل الان اتكون مذنبة ان احبت الحياة؟.. تلك التي في سنواتها ال20 لم تذق منها سوى الالم في كل شيء ؟.. هل هي مذنبة ان لم تحيا لله فقط كما كانت .. تلك الطاهرة الحيية التي تحفظ من كلمات الله و لا تعبث في الدنيا ؟.. كانت تكره ان تكون رمادي.. و لكن مؤخرا جدا لم تكن تحب سوى هذا اللون !

ظنته صديقا فقط !.. تخشى عليه من الدنيا و لا تدرى لماذا .. تلك المشاعر المشتتة التي كانت بها .. تلك التي حولتها الى كل من حولها حتى ترتاح .. صار جزءا اكبر منها موجها نحوه .. اكثر ما اثار تعجبها انها فيما سبق كانت تعطي و لا تأخذ و الان هي تأخذ و لا تستطيع ان تعطي .. ليس لأنها لا تريد !! و لكن لأنها لا تملك ما تعطيه !!


أظهر روحها البرية المختبئة وراء مظهرها الساكن . ارغمها ان تنظر عميقا بداخلها لترى ماذا يقبع فيها حقا ؟.. كيانها الذي حيرها اعواما .. ما هو؟ هل هو شخص اخر؟.. ادركت معه انها تحب دفعة الادرينالين عندما تشعر بالخطر.. حينما خلعت الحجاب لأول مرة و شعرت انها لا يهمها كلام الناس.. حينما يحكي لها عن كيف يجب ان تكون الحياة و تشعر بأنها مكانها لم يكن ابدا هنا.. خلف ظل الفتاة الساكنة .. الغير معروفة.. معه تتذكر لم تكره حينما لا يعلم احد من المعيدين بالجامعة اسمها .. لأنها حيوية و متسلطة و تحب ان تكون محط الانظار.. لأنها تعلم انها من داخلها مميزة ؟..
كانت تتساءل دوما ان كانت البطة القبيحة التي رسمت صورتها في نفسها فجعلتها تقبل بأول ما جاء لها.. جعلها تحفر على الصورة المنغمسة في ذهنها و تزيحها جانبا مرة واحدة و الى الابد لتكون شيءا اخر لم تعهده من قبل . و لكن مع كل الاشياء التي جعلها تقتنع بها ..الشيء الوحيد الذي اختلفا عليها هو نظرتها للحب و نظرته الى الايمان !

أحبت ان تتأبط ذراعه و تشعر بالدفء. معه لم تشعر بأنها مهددة !.. لم تشعر بأنه يستهدف قلبها.. كانت تشعر بالعفوية و السعادة و الصدقاة الحقيقية التي كانت هدفها منذ البدء.
كان يملك قدرة ساحرة على ان يجعلها تشعر في قمة انوثتها و الثقة بالنفس دون ان يجعلها تشعر بأنها مهددة و في ذات الوقت يشعرها بأنها صديقه و ليست صديقته !

ربما كان الشيء الوحيد الذي يجعل علاقتهما غير كامله كيف انها لم تستطع ان تعطه اي شيء فيما هو اهداها الدنيا بأكملها !!.. لم تقصد بإعطاءه "شيء مادي" و لكن كالقيم المعنوية و الفكرية التي جعلها تتوصل اليها. و لم يكن هذا الامر بيدها تماما .. فبالنسبة لأنهما من نفس العمر الا ان خبرته تجعله من تم ال20 عاما و هي لم تتعدى ال14 سنة بعد !

افكاره المتمردة تنطبع على افكارها فتتركها حائرة من جديد ؟ لم عليه ان يضيع في افكاره الخاصة هدفه الاسمى ان يستمتع بكل لحظة من حياته و لا يرى كيف ان اسعاد شخص قد تعطيك نفس الشعور؟.. لم تعهد ان تفكر في نفسها فقط؟ و كرهت ان تعترف انها معه فقط لأنها يعطيها من خبراته "مع انه في ناظره هذا هو السبب الوحيد للعلاقات البشرية" ان يأخذ كل ما يريده من الاخر.. و اذا لم تكن هناك منفعه فلا داعي من العلاقة !!

بشكل من الاشكال احبته !.. الحب الذي كانت اكيدة من معناه فيما مضى صار مشوشا جدا الان. و لكن ان كان الحب يعني ان تخشى عليه اكثر من نفسها .. ان تبتسم من بعيد حينما ترى افعاله الغريبة العشوائية حتى و ان لم يدري.. ان تستيقظ في منتصف الليل و تجد ان الشيء الوحيد الذي يعبث بأفكارها هو ماذا يفعل الان؟,, و تكتب له رسالة على هاتفها ثم بعد ان تكتب اسمه تمسحها .. فهي اذن تحبه جدا !
و لكن الغريب في حبها له .. انها هذه المرة لا تتخيل حياتها معه .. و لا تأمل في خاتم يزين اصبعها بل العكس تماما .. حبها له يدفعها للبحث عن تلك التي تجعله كاملا في كل معنى .. بل تلك التي تجعله يعرف لما هي مازالت رومانسية بشكل ميؤوس منه !

* * * *

اعتادت على اشياء كثيرة معه.. اعتادت ان يمسك بيدها فتشعر بشيء من البراءة بينهما لم تعتدها من قبل..اعتادت ان تتأبط ذراعه في السينما فتشعر بالدفء. اما ان تتخلل اصابعه اصابعها و يقبل يدها و يسعى الى شيء اكبر فهذا ما لم تتوقعه !.. ربما كانت اكيدة من صداقتها به الى حد كبير لهذا تعجبت عندما حدث هذا .. الكثيرون يعبثون بالحب !.. حتى بين الاصدقاء . و لكنها لا تفهم ما الشيء المسل في اقتطاف قبلة رومانسية بين اثنين لا يكنان لبعضهما سوى مشاعر الصداقة !

مر الكثير من الوقت على اخر مرة شعرت بأطرافها باردة كالثلج و مبللة من التوتر !.. شعرت ان الجليد السميك التي كانت تقف عليه بثقة بدأ في الانكسار !.. و لأول مرة تشعر من داخلها انها متأكدة من شيء لم تجربه من قبل.. قبلته قبلة صادقة على خده و اكملت متابعة الفيلم في اصرار لتجاهله.. فهي و ان كانت تريد ان تجرب اشياء كثيرة في الحياة لتعرف نفسها ، و لكن الشيء الوحيد الذي تأكدت منه.. انها لن تريد ان تعبث بالحب ،،، ابدا !

* * * *
بالنسبة له كانت تجربة جديدة لا ضرر منها ، بالنسبة لها كانت شيء مقدس لا يجب هدره حتى لا تفقد معناها .. حتى لا تصبح شيئا مبتذلا !!.. كلما كانت معه يبدأ عقلها الصغير في النضوج.. محاولا العثور على بداية الخيط الذي يرشده الى الطريق..
معه كانت الدنيا "بالألوان".. وحدها.. صارت الدنيا "عفوية جدا" و في ذات الوقت "متوقعة" !!

لم تكن تدري كيف ان كل من مروا بها تركوا اثرهم عليها.. كانت تتعامل مع من حولها بكل عشوائية.. و كأنها لم تعد تبالي بمن حولها .. لم تعد تبالي سوى بسعادتها هي !!.. بأن تنسى كل ما اصابها.. بأن تختار هي حياتها .. تفشل في دراستها ان ارادت .. ارادت تجربة ذلك الشعور !!.

"اتصاحبني اسبوع؟"
"ماذا؟.."
"كما سمعتني.."ما رأيك؟"
فجأة اصبحت هي ذات اللهجة التي تحمل من السخرية و الجد .. رأت انها تتحول اليه..ذلك الذي سرق قلبها.
كرهت ذاتها .. لأول مرة تكره.. و عندما بدأت في تجربة ذلك الشعور كانت تكره نفسها !.. هذا شيء لم تتوقعه ابدا !


* * * *
جلست في ذلك المقهى الذي تكرهه جدا و امامها قطعة التشيز كيك التي صارت حلواها المفضلة.. و صوت فيروز العذب يصدح كخلفية موسيقية رقيقة تطبع جرحه الدامي عليها ..
تسمعها تغني " كيفك انت؟.." و جزء ضئيل من قلبها يحاول ان يخونها ليذهب بمراهقتها الحالمة اليه. تفتح هافتها و تقرأ رسالة جديدة من احد اصدقاءها الذين اقنعتهم بمصادقتها لمدة اسبوع يرسالها بعد مرور شهر على اتفاقهما
"تحت تأثير صوتك اقتنعت انه تبقى 6 ايام على انتهاء الاسبوع"
ابتسمت و نظرت الى الدخان المنبعث بعيدا على الطاولة المجاورة .. مازالت تفضل الجلوس في قسم المدخنين رغم انها لا تدخن !!.. فتحت اللابتوب لتتصفح الفايس بووك التي كانت تعتبره تافها جدا و تكرهه في اوقات كثير. و لكنها الان فقط تحب ان ترى الاسئلة العشوائية التي به لترى الى اي مدى تعرف نفسها او اصدقائها..

الافكار تتعثر في بعضها البعض حينما تصفي ذهنها. لا تحب شرب السجائر ليس لأنها تخشى كلام الناس و لكن لأنها لا تود ان تنهي حياتها ببطء من اجل شيء لا يستحق.. مع العلم انها جربت مرة .. لا تحب ان تدخن المخدرات او ان تشرب الخمر لأنها تكره الشعور بأنها اضحوكة المكان او انها لا تملك السيطرة على نفسها !.. لا تود ان تمضي في مكان ما بالحجاب على رأسها و بنطالها الجينز الضيق لأنها تؤمن بأن الحجاب قد انزل لسبب و انها انما فقط تهين الحجاب !!.. تريد ان تكون قادرة على اتخاذ القرار بان ترتدي العباءة لأنها لا تريد ان يتعرف اليها الاخرون بسبب شكلها الخارجي ..
لا تريد ان تتزوج !..
ليس الان
لا تريد ان تحب ..
ليس الان
لا تريد ان تدخل في علاقة مع احدهم ليست نهايتها الاستقرار
وجدت نفسها الان في شخصية جديدة ذات كيان متقلب.. تحب الموسيقى الكلاسيكية و اخرى صاخبة بين حين و حين، وجدت نفسها تفعل ما كان لا يمكنها توقعه فيما مضى.. فلو كان اي من اصدقاءها في علاقة معها الان حقا و ليس مجرد كلام لكانت في علاقة مع ((4)) في ذات الوقت !!

تزيح الافكار المبعثرة و تتابع الاسئلة بعينيها ..
من الشخص الذي تحتفظين بكل اسرارك معه و لا تخشين ضياعها؟
من اكثر من يجعلك تضحكين؟
من اكثر من تحبين الاحتفال معه؟
بين جميع اصدقاءك من الذي يعرف كيف يجعلك تبتسمين؟
من من اصدقاءك يمكنك ان تعيشي معه الى الابد دون ان تتزويجيه؟
من الشخص الذي غير حياتك تماما في السنة الماضية؟
اجفلت قليلا و هي تمرر جميع الاسئلة دون ان تجاوب احدها. فقد كانت اجابتها كلها واضحة !

ابتسمت و هي تفتح كراسة خواطرها الجديدة لترى تذكرتين لفيلم شاهدته منذ ايام مكتوب عليها
"in memory of the kiss that we never had"
و اقتنعت من داخلها
لا يمكنها ان تكون له بكل بساطة .. لأنها لا تزال تحت تأثير ظل قديم.
تابعت دخان السجائر بناظرها و ابتسمت و هي تنظر في سواد عينيه من جديد.. و تسأله
"كيفك انت؟"
.
.
.
.
.
.
.
.
المستقبل .. غير مؤكد !!
________________________________________________________

أعني من منا كان متأكدا يوما من شيء في حياته و استيقظ ذات يوم ليجد ان كل شيء كان كما توقعه تماما !!
الحياة بيها الكثير من العثرات و لها في النهاية تصنعنا نحن ..
ذلك الشاب المتفوق في دراسته في الثانوية لم يتوقع انه سيكون مدمنا بعد دخوله الجامعه..لم يتوقع ان يتخرج من هندسة عندما يتم ال27 !!

ذلك الفتى المتدين الذي يحفظ 4 اجزاء من القرآن لم يتوقع انه سيتمرد على المجتمع و يلحد !!

تلك الفتاة المتبرجة التي لا تهتم بما قيل و قال لم تعلم انها ستتزوج من ذلك الشاب المتدين و تصبح معلمة للتحفيظ !!

و بطلة القصة لم تعلم .. هل ستمر ايامها و تبيع نفسها من اجل الحب حتى و ان كتب عليها القدر ان تحب من ليس بديانتها ام ستمر عليها الايام و تجد نفسها في دينها كما ربيت؟.. و ستجد نفسها عائدة لنقطة الصفر ؟ ظنت بأن السماء تمطر خارجا,, لم تعلم ان المطر ما كان سوى من تحت سقفها !

السؤال هنا.. هل من شيء اكيد؟..
هل ولدنا لنكون كما ارادنا اباءنا؟
ام اننا سنأتي في لحظة نترك كل ما عهدناه لنعلم ما كنهنا ؟.. لنعلم حقا ، هل هذا ما يجب ان نكون ؟ ام اننا لم نملك حق الاختيار؟

و من يعلم، قد اكون مخطئة !

قلمي يحكي

مرسلة بواسطة TheSecretLifeOfNehal في 9:05 م 0 التعليقات
اردت ان استعيد امجادي..
ان القي بقلمي على الورق لينثر هو حكاويه الخاصة جدا عني !!
و كأنني لا احكي !
اردت ان اقف بعيدا و ارى قلمي يرويني و كأني لم اسمع من قبل حكايتي
اردت ان اقف في هدوء بعيدا و اصغي
علني ارتاح
علني و لأول مرة منذ ما يقرب على الشهرين .. ابكي !
لا اعرف لماذا و لكنني مللت بداية كتاباتي بالنفي !
"لا اعرف.. ما عدت.. لا اريد .. ماعادت الدنيا تسعني !!"
مللت !
فقط ، مللت من التلقائية العابثة في كلماتي !
اود لو اكون اكثر
لو اكون شيء اخر لا ينتمي اليه باي شكل من الاشكال
ان ارمي برأسي على كتف صديق قديم و امسح الدمعات التي تتهاوى سهوا من عيني و امضي فقط في الحديث عن كم هو جميل الطقس و كيف انني احنو لطبق من التشيز كيك !
ان اكون تلقائية بشكل مختلف !
بعيدا عن ابتساماتي المنافقة التي اوزعها على الملأ
عن "بخير ,," و "لم اكن افضل " التي اضحك بها على نفسي قبل الاخرين !
و اظل اتساءل ,, لماذا ظهرت المشكلة الان؟
لماذا لم اعترف من قبل بأنني لست على مايرام
لماذا فجأة بعد ال4 سنوات صارت مشكلة حقا.. و مسألة عويصة ان انظر الى حياتي و اجدها مرة واحدة .. فارغة !
من مقومات الحياة المثالية التي اعتدت ان احياها !
فما انا عدت تلك الطفلة المثالية !
و لا انا ذاتي الفتاة الجامعية التي لا تهتم الا بدراستها و منهجها الاكاديمي المغصوبة عليه !
اجد نفسي اقف الان ..
بعيدا جدا
استرق النظر و قلمي يخط عن حياة لفتاة ليست التي عهدتها ..
ارى قلمي يرسم مقصا يمضي بجور خصلي الطويلة المتمردة و يقطعها !
اراني فتاة اخرى
طفلة ذات اعين واسعة غير مدركة
و شعر قصير منفوش و كأنها اجنحة البطة القبيحة التي كانت تسكنني زمنا بعيدا
و لكن الشيء المخيف جدا الان
هو انني الان ما عدت اخشى الطيران !!

ارى قلمي يرسمني اجري مبتعدة
نحو هاوية عميقة
و فقط قبل ان يقف قلبي جزعا على الطفلة الساذجة التي تكاد تقفز لتنهي حياتها من قبل ان تبدأ
تقف الطفلة لتنظر الى الوراء
ملامحها كما هي
لم تتغير
شعرها صار طويلا تذروه الرياح
بنيتها صارت افرع و اطول !
يدها ممسكة ببضع وريقات
تحكي قصاصات عن نفسها
قصاصات كلما قرأتها تعجبت !! و كأنها في الورق شيء مختلف
ليست هي من كتبها بل قلمها !
وقفت و ابتسمت ثم نظرت الى الامام
و بكل ذرة امل طفت ذات امس في قلب حي
القت اوراقها لتطفو في الهواء..

و في ثقة مطلقة، و كأنها تعلم مسبقا بأن في داخلها اجنحة تلك البطة التي طالما توارت خلفها..
اغمضت بسلام عينيها
و سلمت نفسها..
و سقطت !





أتراني اتحرر ؟؟؟؟؟؟؟
 

Qosasat men 7iaty Copyright © 2010 Designed by Ipietoon Blogger Template Sponsored by Online Shop Vector by Artshare