السبت، 6 نوفمبر 2010

عن افكاري العبثية..

مرسلة بواسطة TheSecretLifeOfNehal في 4:23 م
by Nona ʚϊɞ Nova on Tuesday, October 26, 2010 at 5:34pm

اظنني من داخلي بين الفينة و الاخرى احن الى الوحدة. تتعبني المسامرات و الضحكات المجاملة و احن الى نفسي القديمة. فقط اريد لو اختفي و أوجد مرة اخرى في مكان اخر في بعد مختلف وحدي .. اجول بين الكلمات و يراودني التعب فاٌقرفص مشاهدة خط الافق.. لا اشغل فكري بشيء سوى أفكاري العبثية...

أحيانا حينما اخاف المستقبل اكثر مما كنت اخشى من الماضي ، اترك نفسي للتساؤل. فقط ، لا اغمض عيني و لكني اغلق سمعي و ادور وحدي هناك في ذلك المكان الذي لا يستطيع مخلوق اخر الوصول إليّ فيه.. و فقط أتحرر !! ربما لأن مخيلتي هي الشيء الوحيد الذي يمكنني الهروب اليه. عندما تضرب خيوط الواقع جسدي فلا اجد من قيوده مفرا.. اهرب الى مخيلتي . ربما ، لأن كل شيء اريده هناك يكون كاملا .. كل الاحداث انا التي اسيطر عليها . لا يوجد جزء بعينه يحتمل الخلل لأنني انا امتلك كل الاحتمالات و الاجابات و النهاية الفعلية.. ربما فقط عيبها الوحيد هي انها لا تستشعر كما في الواقع!!!

عن افكاري العبثية ، لا املك نفسي. لا املك ان امضي فقط و اترك التساؤل و اترك رغبتي في الحياة و اترك حبي للهو ، للمرح، لأن اكون على طبيعتي البرية. اجد ان الواقع يقيدني بمرارته.. يمنعني من اكون ما تريده نفسي.. يمنعني من لعب دور الأنثى، يمنعني من لعب دور المغامرة .. يمنعني من طبيعتي اللعوبة.. و فقط ، اجدني اختنق !! بكل تلك القوانين، كل تلك الحدود التي تحد من طبيعتي .. كل تلك الاصول و رغبات المجتمع التي لا يمكنني تجاوزها فقط لكي لا اجرح من حولي.. بسببها كلها أختنق !!

كنت اظن اني تركت افكاري العبثية مع نفسي القديمة، تلك التي هجرتها . تلك الطفلة المراهقة المثيرة للسخرية و مع ذلك ميالة للضحك ، الكاتبة الرومانسية المرهفة.. تلك كنت اعتزلتها !! و لكن نفسي شاخت كثيرا في تلك الفترات القليلة التي كنت انساها فيها ، فوجدت اني مجبرة على العودة و لو قليلا لألعب تحت مظلتها .

قديما ، كنت احب خصلي المتمردة، كنت اركض بعيدا عن الأعين اللائمة فرحة بشعري الطويل.. اركض و كأني انا وحدي فقط من وجدت هنا.. و كأن لا احد غيري قد وطأت قدمه قبلا رمال شاطئي الذي احيا انا وحدي فيه. و كنت فرحة ، بطفولتي بسذاجتي ، ببرائتي التي حسدت عليها . الا ان ايقنت ان برائتي و طفولتي و سذاجتي مجرد اشياء مبالغ في تقديرها !! حينها وددت ان اترك كل شيء مضى و امضى بروح اكثر جموحا و نفس اكثر برية.

اردت دوما ان اراني في شعر اقصر ، ان تتملكني الجرأة لأتمرد على التقاليد التي تقيدني و انتفض و امسك بالمقص و ازيح كل خصلي التي تمنعني من اكون انا الروح البرية التي تحيا بداخلي و لا تملك الخروج !! و لكني للاسف لم امتلك القوة على ذلك.. الا ان طفح بي الكيل، و فقط في لحظة غضب زحت بالماضي كله. فقط امسكت المقص و اطحت بكل ما يربطني بذكرى الفتاة الشاحبة الهزيلة بعيدا. و فقط في ثوان تركت اشباحها تعوي هناك تبحث عني و انا اركض مبتعدة .. بشعر قصير منفوش كما أجنحة البطة القبيحة التي كانت تخشى الظهور.. و فقط عندها نفشت ريشي ، و لكن يا للعجب .. لم استطع الطيران !!

افكاري العبثية تتلاعب بي احيانا، تتركني لأظن بأن سعادتي المستقبلية كلها تقف على شيء واحد غير موجود . و حينما اقرر انني سآتي بهذا الشيء .. في حياتي . انظر الى الخلف محاولة تذكر اي نوع من السعادة تلك التي كان يجب عليّ ان اجدها و لكني فقط لا اعثر الا على بواقي سراب!!

فهأنذا قد أصبحت ما كنت اتمنى من قبل، و لكني فقط لا أكتفي.. السلطة لم تعد تكفيني .. صرت اريد المزيد. الروح البرية لم تعد تكفيني .. مازلت اطمح الى المزيد..جيتاري الازرق لم يعد يكفيني .. اريد الان ان اصير مصورة و رسامة أو حتى عازفة كمان !! و شعري القصير لم يعد يرضينيي .. اتساءل ان كان سيأخذ الكثير من الوقت حتى يعود طويل ؟!!!

لربما يجب عليّ ان اهجر شاطئي العبثي و اترك لنفسي العنان للبحث عن شيء اخر اكبر لأتعلم كيف استطيع ان انشر السعادة ، هذه المرة عليّ تعلم كيف انشرها في قلبي قبل ان انشرها حولي.. و لعل ما احتاجه حقا هذه المرة هو ليس ان اوائم نفسي مع المجتمع و لكن ما احتاجه حقا هو ان اجد السلام في نفسي لأوائم العالم مع افكاري القديمة.. و لأتصالح مع شخص كنت قد تخليت عنه بعد ان وقف الى جانبي في وقت الشدة.. احتاج ان اتصالح مع تلك الفتاة الساذجة الهزيلة ذات الخصل الطويلة المثيرة دوما لللسخرية و مع هذا كانت لا تزال ميالة للضحك!!


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

Qosasat men 7iaty Copyright © 2010 Designed by Ipietoon Blogger Template Sponsored by Online Shop Vector by Artshare