الخميس، 7 أبريل 2011

في حياتك يابنتي رجلٌ...

مرسلة بواسطة TheSecretLifeOfNehal في 12:49 ص

لم اعد اتذكر كيف جاءت بي الظروف الى هنا. لماذا ماعدت قادرة على اشياء كثيرة كانت فيما مضى ... بمثابة كياني. صرت احن الى ماضٍ ما ... اريد لو امحي تفاصيله الدقيقة. اريد لو اتناسى تلك الاشياء الصغيرة التي عليها بُنِيَت ذاتي الان. كم اريد لو فقط اغمض عيني للحظة ... و تعود بي الايام، لعلني استطيع ان اغير قرارا صغيرا... ليمحي كل ما اندم عليه الان.

ما عدت اراني ، ما عدت حتى ألمحني ... كيف كنت ذات امس انبض بالحب... انبض بالدفء... انبض بالحياة. و كيف انا الان بنت العشرين ربيعا افتقد الشباب و انا اشعر بالحياة تغادر جسدي شيئا فشيئا... و انا اشعر بالتعب يتملكني ... بالجوع يفتك بجسدي. انام صريعة افكاري ، اكرهك ... احن اليك... فقط لكي امحي نفسي الان... ان عاد بي الزمان اليك... احياك مرة اخرى... ثم انساك .

اتمنى لو تتركني اسامح نفسي. فأنا لأني عشت كثيرا على ذكراك لا املك الغفران !! ... غفرت لك ذنبك في معصيتي... غفرت لك ذنبك في مصيري الان... غفرت لك اني ودعت العالم الغضّ الذي احببته فقط لأنساك... و لكني يا ويحيي ما قدرت ان اغفر لقلبي زلة انه هواك !!

انا فقط اتمنى، و ما لأماني من رجاء، لو كنت استطيع ان اعود و لو للحظة للوراء. فأمحي نفسي من الوجود او اتمنى ان لا ترميك الدروب مرة اخرى في طريقي حتى ابقى كما انا... لا اتمرد على الدنيا لأني كرهت اني احببتك، لا ادين نفسي بأني شيء لا افهم ما كنهه لأني بت ضعيفة. امضي وراء ما يوقف تفكيري للحظات و يجعلني العن نفسي لسنوات.

كيف لم اعد ابالي بك. كيف لم اعد اتذكرك و بعد ما زلت لا اغفر لنفسي. كم هو مضحك انني لم اندم على اي شيء فعلته في حبك و ندمت على كل خياراتي التي اخذتها لكي انسى حبك !! كيف انني بسببك ما عدت ارى جمالي، ما عدت استشعر روحي . و كيف انني بسببك في لحظة من اللحظات... كرهت نفسي.

لا يفهم الكثير من الناس اهمية الشيء حتى يفقده. ربما كانت هذه خطيئتي، انني لم افهم اهمية السلام الداخلي الذي كان غيري يتهافت عليه. انني من بين الجميع لم املك ابدا ما يعكر صفو ذهني. لا قبلك ، و لا حتى بعدك. فقط عندما اخذت قراراتي فيما بعد بكثير... معها ذهب سلامي الداخلي. معها ذهبت طمأنينتي... و معها شِبت ... و معها شابت خصلاتي.

لفترة ما قررت ان لا اغفر لنفسي فأنا في نظري لم استحق الغفران !! و هو ما كان بالنسبة لي حكم قاسٍ جدا حكمته على نفسي... ان اغفر لك انت و لا اغفر لنفسي !! ... قررت ان اتجاهل كل تلك القرارات دون مغفرة. ظننت انه مع الوقت سأنسى ذلك الحكم المتعسف الذي حكمته على نفسي، و انني سأمضي في طريقي مرة اخرى . و فعلا ... مضيت !! و لكن احساسي الدائم بالذنب لم يتلاشى كليا ، بل كلما زادت عدم مبالاتي باي شيء كان هو يزداد ظلمة في زاوية صغيرة من قلبي ... لا املك ان امحيه او حتى اعرف كيف اغفر له ليتركني اكمل ما بدأته في سلام .

ربما لأنني لم اعرف كيف اسامح، ظننت اني استحق العقاب. و كم كان هو العقاب المثالي لي ان اتجاهل نداء الحب . ظننت انني لو ركزت اهتماماتي على هدف أسمى و خالص من اي اسباب انوية فإني بذلك سأكون قد كفرت عن ذنبي، و لكني لم اكن اعلم ساعتها ان تضحيتي بالعثور على الحب من اجل هدف اكبر ستكون اكبر خطيئة ارتكبها في حق نفسي، و اني لن اعثر ابدا بعدها على الخلاص .

مرت الايام و تناسيتك شيئا فشيئاً. مضيت على دستوري الجديد... لا اعرف كيف استشعر مرة اخرى كإنسانة ولدت لتتنفس المشاعر. مضيت في طريقي اتجاهل كل نداء يناديني بأي شعور انساني يحاول ان يعيد النبض مرة اخرى في وجداني . و كم تميزت و تألقت في تلك الفترة القصيرة التي لم اهتم فيها بأي شيء سوى النجاح. لم اهتم بصورتي الماضية ، بل كرهتها لأن صورتي الجديدة لم تكن ترضي الفتاة التي كنتها . و نجحت في كل محاولاتي .. نسيتك تماما .. نسيت الظلمة القابعة في ركن بارد من قلبي... و تعلمت كيف احيا حياتي وحدي... الى ان جاء هو ، و خلافا لكل توقعاتي... زلزلني !!

كان وكأنه حلم، و كأنه ظلال تقرأها غجرية في فنجان قهوتي الصباحية!!.. ناولتني الفنجان و علامات التبسم على محياها..فتّحت عيناي على ملامحه، تضرجت وجنتاي في خجل.. ذلك الغريب كيف يأسرني بلا انذار او استئذان.. كيف اني لم اعلمه من قبل وبعد توضحت معالمه كأنه لم يكن غيره بحياتي. في حماسة سمعتها تخبرني عنه.. " في حياتك يابنتي رجل ..."

هزني مرة تلو المرة . و في كل مرة كنت لا املك نفسي!!... لا املك كيف الملم شتات الماضي الذي صار يطاردني كلما حادثته. تتبعني نظراته كلما شاغلته بنظراتي. يلاطفني بحديثه و يومض ذلك الركن المهجور في قلبي فتتسع عيناي في ذهول ... و لا ارى من ورائي غير الماضي يطاردني ، اهرب و لا اجد امامي الا نظراته تسايرني!!

تلك الفجوة المظلمة لماذا لم تمت ؟ .. لماذا بعدها تبكي و تضطرم. لماذا لم يبقى قلبي كما هو اجوف المشاعر، لا يحيا الا في خدمة نفسه. لماذا كان عليه ان يأتي و يساومني على دستوري الوحيد الذي اكتنفته و مضيت على حذافيره؟.. لماذا كان عليه ان يكون الإستثناء ؟!

كنت اراه يمضي في ذات طريقي بشكل افضل مني. لا يريد سوى نجاحه، لا يسعى الا الى ان يكون الافضل. انبهرت به جدا لدرجة ان شردت عيناي عن هدفي. و مع الوقت انتشرت الفجوة التي في قلبي ليتآكل ببطء. لم اعد املك السيطرة... عدت انت امامي مرة اخرى تنغص حياتي. كيف لي ان امحيك الان ؟ و اصبح هو نجم لامع بارد بعيد جدا عن متناول يدي. لا انا املك ان اصل اليه، و لا انا املك ان انظر بعيدا عن ضيائه لأكمل في طريقي !!

هل هي لعنتي ؟ لأني تجاهلت نداء الحب ، فأصبح يصرخ صريعا في اذني بلا اني يعطيني الجواب!! لماذا تكون الاجابة دوما الاكثر صعوبة. لماذا تقبع الحياة الحقيقية في المثول امام التضحية ... و بصدق !!

لم اعد املك سوى ان اهدي قرباني الاخير من اجل الحب الذي ظلمته بحكمي المتعسف. ان اقبل فضل الحب اذ سمح لي ان اعثر عليه ، حتى و ان كنت سأتعذب بأن اراه امامي دون ان استطيع ان اتناوله بالقرب مني. و لكني سأتابعه بنظري من بعيد ، اشرف على العناية به دوما ... و اتمنى له الخير حتى لو كانت سعادته في بعده عني. سأحيا محاولة ان اغض بصري عن نوره الذي يعميني و يبهرني لأمضي في طريقي و يمضي في طريقه. و ادعو الله دوما ان اراه سعيدا... لأني وجدت خلاصي الوحيد في سعادته و ليس في اي شيء اخر.

بعيدا عن كل شيء ذا معنى ، غفرت لنفسي كل ما اقترفته لكي انساك من اجله هو. اردت لأول مرة في حياتي ان اعطي لنفسي فرصة اخرى لكي اتعلم كيف احيا بصدق من اجله هو. و من اجله هو شعرت انه ربما كان الذنب الوحيد الذي اقترفته اني اعترفت بمعنى كلمة "ان احب" من قبله هو .

ربما تتيسر اموري من بعده. ربما حقا ان الحب يبرز افضل سماتي. ان اتقبل كل اوجهي و احيا فقط في تقديم ما هو خيّر. ربما يكون هو تفسير كل تلك الاحلام التي تطاردني... كان هو نوري الذي اراه كل ليلة في منامي . يطمأنني اني لن اشرد بعيدا عن طريقي... و يتركني لأكون كل ما اردته يوما ... ان احيا في صدق ، امضي في زِيّ المرأة المتمدينة التي لا ترى سوى النجاح حيناً، و في زيّ الطفلة الحائرة تبحث عن معنى الحب حينا، و احيانا كثيرة اصبح الغجرية المتمردة على الاعراف و اقرأ في الفنجان ذات حلم ان "في حياتك يابنتي رجلٌ...كأنّ وجهه القمر اإذا طلّ من شرفتك كل منتصف ثلاثون... يتقاطع دربه و إياك، إما ان تتداركه ايامك، و إما ان تمطر دنياكي فلا تلمحيه إلا قليلا.. تتبعين ايامه و تدعي الله ان يملأها عليه هناء حتى و ان درأت عنك احلامك.. فالحب و ان ظننته عنك بعيدا يابنتي.. ففي قلبك محفور عنوانه" ... و بعد ، امضي بعيدا عن حلمي على استحياء... و لا أحياه!!


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

Qosasat men 7iaty Copyright © 2010 Designed by Ipietoon Blogger Template Sponsored by Online Shop Vector by Artshare