الأربعاء، 25 أغسطس 2010

باقة من الاقلام الرصاص المشحوذة

مرسلة بواسطة TheSecretLifeOfNehal في 11:39 م
موضوعي المشتركة به في مسابقة عالم الابداع : باقة من الاقلام الرصاص المشحوذة :

أعتذر لكل من مسّته تصرفاتي الخرقاء بأي أذىً نفسي كان أو جسدي .. هذا الموضوع غير مقصود بأي شكل من الأشكال ، ربما حتى احداثه و تسلسلاته ذاتها غير مقصودة تماما كما هي تصرفاتي الخرقاء التي تضايق الجميع !!

كنت أظن أنني من القلة القليلة التي أنعم الله عليها بوضوح الرؤية حينما يتعلق الموضوع بذاتي !! .. وأنني قد أكون الفتاة الوحيدة في الوطن العربي التي لا تعاني أبداً من مشكلة الإنكار ! للأسف و بشكل غير مقصود تماما تم الإيقاع بي ..

دفعت إلى الظن بأني ملاك بريء يحيا لخير البشرية فقط.. إلى أنني في حالة إنكار للذات وأنني أحتاج إلى القليل من الأنوية (self-centre) حتى لا تهضم حقوقي .فيما أنني في الواقع و بشكل عبثي مجرد لم أكن أفعل أي شيء فيه مصلحة أحد سواي!!..

يبدو وأن أفعالي العبثية المجردة تدفعني الآن نحو الهاوية ، لأنني بت اؤمن بأن الحب الأفلاطوني المجرد من أي مصالح ليس حقيقة !! .. و هذا هو الغرض الأخير من موضوعي ، و لكن ما أدراني أنا .. فأنا لي قلمي و لكم أنتم العبرة!

في صغري عشت في الخليج مع والداي و أختي . لم أكن بالطفلة الجميلة، أو حتى بالذكية اجتماعياً .. كنت دوما و لازالت متأخرة عن باقي من هم في سني بخطوات عديدة !!.. و زاد الموضوع سوءاً عدم فهمي للهجة الخليجية، حيث كانت لهجتي مصرية متقلقلة تثير السخرية . كنت أسعى دوماً أن أكون محور الحديث .. حتى لو كان بالبكاء و ادعاء أن شيئاً ما أصابني ، ليس لأنني أحب الانتباه ! و لكن لأنني كنت في غير تلك الاحيان الصغيرة التي يلتفت لي الاخرون شفقة .. وحيدة .

ازدادت تجاربي و بالطبع عدد المرات التي أثير فيها سخرية الآخرين من حولي ، و لكنها لم تهم بالطبع ما دام سيكون لي القليل من الاهتمام و عندها اكتشفت شيئاً ذهبياً !!.. باقة من الاقلام الرصاص المبرية. ليست تلك الرديئة المصدرة من الصين و التي تنكسر كلما حاولت شحذها و تذبل أطرافها . و لكنها كانت جميلة منمقة وسلسة في الكتابة . كانت هذه هي وسيلتي الجديدة إلى العالم الاجتماعي ، بالطبع لم تكن الفتيات يحادثنني إلا لأخذ كل ما يمكن أخذه و من ثم .. ذهب مع الريح !! و لكني كنت أستمتع بهذه “الخمس دقائق من الشهرة ” حتى بدأت طفولتي المتأخرة تستوعب معاني كلمات عدة مثل ” استغلال ، سطحية ، صداقة .. و توحد ”

بدأت أدرك معنى التوحد حينها . بالطبع ليس حينها تماماً ، فأنا لم أكن أفقه إلا باللعب مع دميتي و إهدائها باقتي الملونة من أقلام الرصاص و محادثتها بكل تلقائية ” تبقي صاحبتي ؟ ” .. و لكني وأنا الآن أبحث في طبيعة النفس البشرية وصارت كل تلك الفلاشات تهاجمني من ماضيَّ العبثي، فهمت لِمَ يظن الآخرون أنني في الـ16 من عمري و أنا على أعتاب الـ21 ربيعاً !

التوحّد هو أحد الطرق إلى كبت الإبداع .. جاهدت كثيراً لأخرج من ظلاله . كان بالنسبة لي جلباب أبي الذي سعيت إلى الهروب منه، هذا وإن لم أعِ هذه الحقيقة تماماً حينها . بدأت و من عقلي الباطن و دون وعي كامل مني أن أخالف المجتمع ، سواءاً بضحكتي المبالغة أو بتبجحي بآرائي المنحازة .. عن كيف أن الناس كلهم محوريون ، وأن المحورية تبيد كل معنى للحب. أن لا أحد يستطيع أن يدعي بأنه أحب شخصاً ما إن كان فيه مصلحة مشتركة من حبه حتى ولو كانت طفيفة مثل مجرد “السعادة” برؤيته. فالسعادة هنا فتحت باب المصلحة و عليها فقد ألغت الحب الأفلاطوني المجرد !

كان هذا رأيي لفترة معينة حتى جاء طيفه هو ، ابادني ، زلزل كياني ، محا كبريائي و تعجرفي و تركني صريعة لداء الحب الذي ما وجد له علاجا حتى تلاشت اطيافه و تركت غريبة في عالم بلا ضوء وردي يرشدني كما كان . ذهب و اقتادني الى فكرة انني اكثر انسانة منكرة لذاتها و ان مجرد وضع مصالح الاخرين فوق مصالحي تجعل مني البطلة ، الشهيدة .. و الروح الانسانية الكاملة . و لكن ليس هذا ما تعنيه الانسانية !!.. فأنا مضيت وراء كلماته مصدقة فقط لأنني لم استطع ان اهضمها . لم استطع ان اهضم انني الان في تلك الحالة التي لطالما هزات بها ! انني في تلك اللحظة .. كنت جريحة !..

لست ادري حقا لما يعيدني عقلي الباطن الان الى تلك الجملة من فيلم “you have got mail” و كأنني متأثرة بشيء من طفولتي و بعد شيء فيه من الافلاطونية في فيلم رومانسي قد يكون للبعض منكم مبتذل !..

حين ذكر لها ولعه بنيويورك في فصل الخريف . و حاول بشيء من العبثية ان يستميلها لذكر اسمها و عنوانها و كانت هديته العبثية باقة من الاقلام الرصاص !!
“Joe Fox: Don’t you love New York in the fall? It makes me wanna buy school supplies. I would send you a bouquet of newly sharpened pencils if I knew your name and address. On the other hand, this not knowing has its charms.”

لست بالمحللة النفسية العميقة و لكن لي نظرتي . ارى في باقة الاقلام تلك في طفولتي خلاصي من الوحدة ،، حتى و لو كانت وهما او سراب يجذب وعيي فيما انه يدمر شيئا من انسانيتي ، الا و هو الكبرياء !.. اما الان فهي مجرد ذكرى و عبرة في ذات الوقت .. ارى فيها طبيعتنا الانسانية ، كيف تختلف من مجموعة اقلام لأخرى .. فمنها العارية من الخارج من اي زينة و المصقولة من الداخل . منها الصينية الرديئة التي تترك بعضا من شظاياها في اصبعك و تدميك .. و منها – و هو نوعي المفضل- ذات القلب الأسمك و التي مهما كتبت فيها لن تبور و لونها لن يتلاشى ان وضعت يدك عليه بالخطأ.. و هذا الاخير هو اصحاب المباديء.

أخشى انني عشت في حالة إنكار لمشاكلي لفترة طويلة حتى تمكنت مني نفسي و أنويتي ، صرت اتخبط في انانيتي و نرجسيتي التي ما ازال و بارلغم من كتابتي هذه – انكر وجودها –
لا اعلم كم شخصا هناك علي ّ ان اجرح بتبجحي حتى افيق و اعترف!! كم علامة تعجب يجب ان ارفعها حتى استيقظ و اكف عن الادعاء انه لا توجد مشاكل ؟! ليس الاصعب في هذا كله اني سافيق على اني لست ذلك الكيان المنكر لذاته و ان همي الوحيد هو اسعاد كل من حولي .. بل انني سأفيق على العكس تماما .. اني اصبحت نموذجا لسائر البشر ، و تملك مني الضعف .. لذا فالأصعب دوما هو ان تتخذ قرار ان تفيق من غيبوبتك و انت مدرك لها . كما في لحظات من الحلم ، تعلم انك تحلم و توّد ان تفيق و لكنك تتردد في الخيار !
لذا ان كنتم قد استوعبتم اصل الطبيعة الانسانية ، فرجاءا لا تنزلقوا مثلي .. و بناءا على هذا و نظرا لكل ما سبق اجدني مضطرة ان انكر كل شيء !! انكر اني آذيتك و لو قليلا فقط لأرضي غروري و تبجحي !!.. انكر اني صادقتك لأني عثرت فيك على كل ما بحثت عنه في صغري و لم اجده .. انكر اني ما هاديتك الا لأرضي كبريائي و حتى لا اشعر باني مديونة لسعادتي بك !! انكر بانني انوية بحتة ..
و بناءا على هذا انكر انني ما كتبت هذا الموضوع الا لأرضي نرجسيتي و اثبت لنفسي اني جديرة بلقب مدونة و اني استطيع ان اضيف للبشرية بمدوناتي و انها ليست مجرد قصاصات نرجسية لظلال فتاة تنوح على اللبن المسكوب ..

اجد في كلماتي الاخيرة مخالفة لنرجسيتي و لكنها انت قدوتي التي اتطلع اليها و اسير على خطواتها و احيانا تشدني الريح فأنزلق .. انت افضل ما حصل لي ، انت تضادي و رغبتي في التأقلم .. فاعذريني .!!

_______________________________________

بقلم: نهال هشام


1 التعليقات:

غير معرف يقول...

مصر فى مهب الريح

فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.

1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 – العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 – ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 – رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.

لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى
www.ouregypt.us

إرسال تعليق

 

Qosasat men 7iaty Copyright © 2010 Designed by Ipietoon Blogger Template Sponsored by Online Shop Vector by Artshare